"المتصــيدون في الـــمـــاء العـــكـــر" قصــــه واقعـــــــيـه °°°°°°°°°°°°°°°°°°° تلك الأيام (الحروب العصيبه)التي كادت أن تفني القبيلتين ، وتهلك الحيين:وأول فتنه وقعت بينهما تلك الوقعه الداميه التي تعرف ب(حرب سُمير) ، التقى فيه الفريقان ، واقتتلوا قتالاً شديداً ، في جولتين شرستين ، اشترك فيها سائر بطون القبيلتين. ولقد كانت أصابع اليهود وراء أغلب تلك الحروب ، خفيةً تارةً ، وظاهرةً تارةً أخرى ، تثير النار التي تحت الرماد ، وتذكي ثارات العصبيه الكامنه بالأحقاد ، بين هاتين القبيلتين اللتين تتفرعان من أصل واحد!. لاحت البشرى بالخلاص.وكم كانت فرحة إياس بن معاذ كبيره حينما التقاهم ذلك الرجل العظيم في شعاب مكه ، عندما قدموا من المدينه يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج ، فقال لهم الرسول الكريم _صلى الله عليه وسلم _ : ( "هل لكم فيما هو خير لكم مما جئتم له"!فقالوا:وما هو؟فدعاهم إلى الإسلام ، وقرأ عليهم القرآن ، فقال إياس:وكان أعقلهم رغم كونه أصغرهم:هذا والله خير مما جئنا له)ورجع هؤلاء الرجال بين جوانحهم بشائر المستقبل السعيد ، وراحوا يحدثون قومهم عن ذلك اللقاء الميمون ، والرجل الذي كانوا به يحلمون. وما أن جاء العام المقبل حتى وافى الموسم اثنى عشر رجلاً من سادة الأوس والخزرج ونقبائهم ، وكان الرسول _صلى الله عليه وسلم _ في العقبه بانتظارهم ، فعقدوا البيعة الأولى.ولما همُوا بالرجوع,طلبوا منه أن يبعث معهم من يعلمهم الإسلام ، ويدرسهم القرآن ، ويفقههم في الدين.فانتدب الرسول لهذه المهمه الصحابي مصعب بن عُمير _رضي الله عنه_ وبعد أن حل موسم الحج التالي,إذا بذلك الشاب القرآني يعود إلى المدينة ومعه سبعون رجلاً من الأوس والخزرج ، قد جاؤوا مستخفين لا يشعر بهم أحد ، تحت غطاء موسم الحج. لقد عاش الأوس والخزرج بأروع ما يكون التلاحم الإيماني ، وذهبت الأضغان من القلوب ، (وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم).سورة الأنفال _ الآيه 63. وشعر اليهود الذين كانوا يغذون الخلافات ويذكون العصبيات ، بالخيبة المريره ، والفشل الذريع ، ولقد أدرك اليهود أنهم لا يستطيعون بعد اليوم أن يلعبوا بالمشاعر والعواطف ، كما فعلوها يوم بُعاث وغيره من الأيام..فقد تبدلت الهموم الصغيره والتطلعات الضيقه ، إلى هموم كبيره وتطلعات جسام. إلا أن ذلك لم يترك اليهود تكف عن محاولاتها اليائسه في إثارة الفتنه والتصيد بالماء العكر ، فراحوا يتحينون الفرصه المواتيه لإثارة الأحقاد الجاهليه والثارات العصبيه..وكادت محاولاتهم الأخيره في صنع الفتنه أن تفلح وتنجح!!فبينما كان جمع من الأنصار (الأوس والخزرج)يعيشون الفاعلية معاً في بناء الدوله الإسلاميه الفتيه ، مر أحد أقطاب اليهود (وكان شيخاً قد غبر في الجاهليه,عظيم الكفر,شديد الغيظ على المسلمين,شديد الحسد لهم) ، فغاظه ما رأى من ألفتهم بعد عداوة ووحدتهم بعد فرقة ، فأمر رجلاً يهودياً ليدخل بين صفوفهم ، ويسعى بما يستطيع في إثارة الفتنه فيهم ، ويذكرهم بأيام حروبهم ، وما نزف فيها من الدماء وما قيل من الأشعار في الفخر والهجاء. وذهب ذلك الرجل وحاول بكل مكر ودهاء أن يثير الأحقاد الكامنه ، والضغائن الدفينه ، كما أوصاه سيده فذكرهم بما قاله شاعرهم الأوسي مفتخراً: ويوم بُعاث أسلمتنا سيوفنا*إلى حسب في جذم غسان غالب قتلناكم يوم الفجـــار وقبله*ويوم بعاث كان يوم التـغـالـــــب أنت عصب للأوس تخطر بالقنا*كمشي الأسود في رشاش الأهاضب ثم أنشد لهم جواب شاعرهم الخزرجي: نحامي على أحسابنا بتلادنا*لمفتقر أو سائل الحق واجب وأعمى هدته للسبيل سيوفنا*وخصم أقمنا بعد ما شج ثاعب وهم خُسرٌ لا في الدروع تخالهم*أسوداً متى تنث الرماح تضارب وعاد إلى الخزرج لينشدهم أبيات شاعرهم حسان بن ثابت:ليذكرهم بيوم السرارة الذي وقعت فيه حرب شديدة: حسام وأرماح بأيدي أعزة*متى ترهم يا ابن الخطيم تلبد أسود لدى الأشبال يحمي عرينها*مداعيس بالخطي في كل جانب وما أجابه الشاعر قيس الأوسي: لنا حانطان الموت أسفل منهما*وجمع متى تصرخ بيثرب يصعد ترى اللابةالسوداء بحمر لونها*ويسـهل منها كل ربع وقـــدقــــد وما انفك يحرض الفريقين مذكراً لهم ، حتى دب النزاع بين رجال القبيلتين ، وأخدوا يتفاخرون ويتنازعون ، حتى وصل بهم الأمر إلى أن يثب رجل من الأوس وآخر من الخزرج ، فدار بينهما جدال عنيف ، وقال أحدهما لصاحبه:إن شئت رددتها جدعاً ، وغضب الفريقان جميعاً ، وقال ارجعا:السلاح..السلاح ، موعدكم الظاهرة...وهي حرةٌ ، فخرجوا إليها ، فانضمت الأوس والخزرج بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية ، وتواثبوا للقتال ، وأخذ الشرر يتطاير من عيون الرجال ، وشهر السلاح ، وأشرعت الرماح ، وكادت أن تقع فتنة عمياء.لولا حضور الرسول القائد _صلى الله عليه وسلم_ الذي جاء مسرعاً إلى ذلك الميدان ، ومعه عدد من المهاجرين ، فرأى القوم على وشك حرب مدمره. وبحكمة القائد الرباني ، راح يهدئ القلوب الثائره ، والدماء الفائره ، فذكرهم بنعمة الإسلام ، وسوء العصبيات الجاهليه. وخاطبهم بكل أسف ولوعة ومرارة: (يا معشر المسلمين أتدعون الجاهلين وأنا بين أظهركم ، بعد أن أكرمكم الله بالإسلام ، وقطع به عنكم أمر الجاهلية ، وألف بينكم ، فترجعون إلى ما كنتم عليه كفاراً ، الله...الله)وسرعان ما رجعوا إلى أنفسهم ، وأدركوا أنها نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم ، فألقوا السلاح من بين أيديهم ، وبكوا ، وعانق بعضهم بعضاً ، ثم انصرفوا مع رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ سامعين مطيعين. فأنزل الله سبحانه آيات بينات ، تتلى على مدى الأجيال والأزمان ، لتحذر الأمه من طاعة أهل الكتاب والإستماع إليهم ، والسير وراء مخططاتهم ، كما وتحذرهم من سوء النعرات القبليه والعصبيات القوميه ، قال تعالى : (يأيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أُوتوا الكتاب يرُدوكم بعد إيمانكم كافرين وكيف تكفرون وأنتم تُتلى عليكم ءايات الله وفيكم رسولُهُ ومن يعتصم بالله فقد هُدي إلى صراط مُستقيم يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تُقاته ولا تموتُن إلا وأنتم مُسلمون).سورة آل عمران _ الآيه 100_103. *:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*: مع تحيات أخوكم (¨`•علـــ☼ـــــے الليبـــ☼ــــے•´¨) ،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،. aaaa_aaaa2956@nimbuzz.com aaaa_aaaa2956@yahoo.com ،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،. أطال الله عمرك ع طاعته